فقدت آيزنهيتنشتات نصف سكانها منذ انهيار جدار برلين، والآن لا يتجاوز عدد قاطنيها 25 ألف نسمة، بعد أن أُغلِقت أو تقلّصت شركات كبرى، وهو ما أدى إلى هجرة الكثيرين بحثًا عن فرص عمل أفضل. من بين الأمثلة على ذلك، شركة Arcelor Mittal التي كانت توظف حوالي 11 ألف عامل، حيث انخفض العدد إلى نحو 2,500 عامل حاليًا.
تفاصيل المبادرة
اختار المجلس البلدي عائلتين من بين عدد من المتقدمين، وسيتم توفير شقتين مفروشتين لهما مجانًا طوال أسبوعين. وخلال هذه الفترة، سيُمنَحان جولة شاملة للمدينة، تشمل زيارة للمرافق المحلية، لقاء مع السكان، وزيارة لشركات في المنطقة.
تُعد هذه التجربة جزءًا من استراتيجية لتغيير الصورة العامة عن البلدة، التي تُوصف غالبًا بأنها بسيطة من الناحية المعمارية وتعاني من أوضاع اقتصادية صعبة. من جهتها، قالت جوليا باسان، المسؤولة عن الترويج للمشروع، إن آيزنهيتنشتات تتميز بوجود مساحات خضراء كثيرة، مرافق ثقافية ورياضية جيدة، بالإضافة إلى عدد من الوظائف الشاغرة والبُنى التحتية مثل المدارس ورياض الأطفال، ما يجعلها مناسبة للأسر.
ردود الأفعال والتأثير المحتمل
السكان المحليون، وبالأخص المسنّون، يرون في هذه المبادرة أملًا لإعادة شباب للبلدة وتعزيز القوى العاملة المؤهلة، خصوصًا وأن متوسط الأعمار مرتفع جدًا. أحدهم قال إنه رغم أن برلين تظل وجهة أولى، إلا أن الحياة في آيزنهيتنشتات «هادئة وتوفّر حياةً جيدة».
بلدة مجاورة، غوبن، جربت تجربة مشابهة قبل عام، حيث استقرت ثلاث عائلات جديدة، من بينها امرأة ثلاثينية من برلين، أشارت إلى أن الحياة هناك أكثر هدوءًا، الكراء أقل تكلفة، والضغط أقل، مع جودة متزايدة في المعيشة.
بهذه الطريقة، بدأ عدد من المدن الألمانية بالنظر إلى فكرة «الإقامة التجريبية» كوسيلة فعالة لكبح التراجع الديموغرافي، وإعادة الحياة إلى المناطق التي فقدت الكثير من سكانها أمام الجاذبية الكبيرة للعواصم والمدن الكبرى مثل برلين.